الوحدة المنشودة للأمة الإسلامية

وحدة الأمة الإسلامية

الحمد لله رب العالمين  ألف بين قلوبنا  واصطفانا من غيرنا من الأمم فقال سبحانه في هذا الاصطفاء وحيثياته ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله  الآية ) والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الذي أرسل إلى الإنس والجن فضلا عن الناس كافة رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه البررة المتقين ومن تمسك بمنهجهم فى العلم والعمل إلى يوم الدين أما بعد :                                                                                فمن المعلوم عقلا ونقلا أن القوة في الوحدة ومن هنا كانت مقولة فرق تسد  خطة حال من يريد إضعاف أمة من الأمم عبر التاريخ القديم والحديث ومن ثم كانت  وحدة الأمة الإسلامية التي شرفنا الله وأكرمنا بالانتماء إليها من أبرز خصائصها والأمر بإقامتها والمحافظة عليها من أولى الأوامر الربانية التي جاءت بها شريعتنا الغراء فقال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) وأرشدنا الى قاعدة الوحدة الثابتة الصلبة فقال تعالى فى سورة الأنبياء (وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) وفى سورة المؤمنون (وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون )

وقد وردت الأحاديثُ المتعددة بالنهي عن التفرق والاختلاف والأمر بالاجتماع والائتلاف كما في صحيح مسلم من حديث سُهَيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا، يَرْضى لَكُمْ: أنْ تَعْبدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وأنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، وأنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاهُ اللهُ أمْرَكُمْ؛ وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا: قيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وإِضَاعَةَ الْمَالِ”– وروى مسلم فى كتاب العلم بسنده عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: هَجَّرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، قَالَ: فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ، فَقَالَ: «إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ فِي الْكِتَابِ» في رواية اقرؤوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا )  والحديث رواه البخاري رحمه الله بسنده عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَءُوا القُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ». فوحدة الأمة الإسلامية إذن ضرورة وجودية وفريضة شرعية فماهى الأمة وماذا حدث لها بخصوص هذا الأمر وما الواجب علينا تجاه أمتنا؟ تساؤلات مشروعة نحاول معا على سبيل التذكرة الواجبة الإجابة عليها، جاء في اللسان العربي المقصود بالأمة: الجماعة.

والأمة في اصطلاح الشرع المخاطبة بوجوب الوحدة قسمان:

 القسم الأول: أمة الدعوة، وتشمل الثقلين جميع الإنس والجن ، كما جاء في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( والذي نفس محمد بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة : يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار) .

القسم الثاني:

 أمة الإجابة، وهي الأمة التي استجابت للدعوة الإسلامية، ونسبتها إلى الإسلام لتمسكها به ، وكل من أستسلم لله تعالى بالتوحيد وانقاد له بالطاعة وخلص من الشرك دخل في جماعة المسلمين ، قال الله تعالى : ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) (الأنبياء : 92 )

وهذا القسم هو الذى نعنيه بالحديث عن ضرورة الوحدة بين أبنائه فى هذا المقال .ولقد كانت الأمة بالفعل دولة واحدة فى زمن الخلافة الراشدة والدولة الأموية وفترة تقارب فترتها تقريبا من زمن الدولة العباسية  ثم كان الانقسام المذموم بالقرن الثالث الهجري وما بعده حتى قرب نهاية الدولة العثمانية مع بدايات القرن الرابع عشر الهجري , ولكن يجدر بالذكر إن انقسام الأمة من دولة إسلامية واحدة إلى دول حينئذ رغم أنه مذموم من حيث المبدأ إلا أنه كان يختلف تماما عن الانقسام الحادث بالأمة بعد ذلك خاصة بعد سقوط الخلافة العثمانية فقد كان حكام الدول الإسلامية  فى الأغلب يشعرون كما يشعر المسلمون جميعا يومئذ أنهم يقتسمون أرضا واحدة ومجتمعا واحدا ولكنهم يشعرون أنهم جميعا أعضاء فى جسد واحد بل ويعلن أغلبهم تبعيته للخلافة القائمة والضعيفة  كما كان من دولة المرابطين والدولة السلجوقية والدولة الزنكية والدولة الأيوبية مع الخلافة العباسية وكان الفرد المسلم  فى أي دولة لا يشعر بالانفصال عن المسلمين الذين هم تحت حكم حاكم آخر فالشعور بوحدة المسلمين أو المجتمع كان واضحا وقويا حتى أن الانتقال من دولة إلى دولة كان أمرا عاديا وميسورا وكان المسلم ينتقل إلى بلد آخر وإلى سلطة حاكم آخر دون أن ينتقص أي حق من حقوقه، فيمكن أن يتولى فيها أي ولاية من الولايات كالقضاء والوزارة وغيرها كما حصل لابن خلدون وابن بطوطة وعدد كبير من العلماء الذين تولوا القضاء في الشام ومصر أو في مصر والمغرب أو غيرها وكان الأزهر الشريف من آخر المؤسسات التي جسدت هذا المعنى بالعالم الاسلامى حيث تولى المشيخة فيه العديد من غير المصريين حتى وقت قريب .

                                                                                                    أما الانقسام الذي حصل في القرن الأخير ولاسيما في عهد الاستعمار وبعد الاستقلال الذي واقف عليه المحتل الخبيث المحتال فهو انقسام إلى دول تفصلها حدود حاجزة وتكون مجتمعات أخذ بعضها يتباعد عن بعض، وتكونت لها عصبيات قومية أو إقليمية انعكست آثارها في نفوس الشعوب وتجسدت في كيانات وطنية وقومية متنافسة تنافس القبائل قديما، بل متصارعة ومتعادية أحيانا وحرمت الأمة من وحدتها السياسية و اختلت الوحدة الثقافية والفكرية في البلاد الإسلامية. فوجد أولاً نوعان من الثقافة والتفكير، نوع بني على المناهج الإسلامية القائمة على تراث الأمة الخالد ونوع بني على المناهج الأجنبية الوافدة أو الغازية. ورأى المسلمون بينهم من ينادى بالاتجاه جملة وتفصيلا الى الغرب باسم النهضة الحديثة وحركات التحرر كما قال الشيخ مصطفى صبري رحمه الله   (الذي تولى مشيحة الأزهر فترة رغم أنه جزائرى الأصل ):

“ومن البلية أن الحركات التي تثار في الأزمنة الأخيرة ترمى إلى محاربة الإسلام في بلاده بأيدي أهله والتي لا شك أنه الكفر وأخبث أفانين الكفر ويقول في مكان آخر: “لكن البلاد الإسلامية عامة ومصر خاصة مباءة اليوم لفئة تملكوا أزمة النشر والتأليف ينفثون من أقلامهم سموم الإلحاد غير مجاهرين بها وربما يتظاهرون بالدين”.

ويقول الدكتور محمد محمد حسين بعد عرضه للدعوات الهدامة: “كانت هذه الدعوات تسلك إلى أهدافها مسالك متباينة وتلبس أثوابا مختلفة، ولكنها جميعا ترمى في آخر الأمر إلى توهين أثر الإسلام في النفوس وتفتيت وحدته التي استعصت على القرون الطوال “وبالفعل رأينا منهم صراحة الدعوة الى نبذ الشريعة واستبدالها بالقوانين الوضعية وقد حظيت هذه الفئة بعناية الاستعمار ورعايته وسلم له زمام المجتمعات التي كان يسيطر عليها فخلفه فيها وقام على تطبيقها وتنفيذها بكل دقة.

ولعل الشروط التي فرضتها دول الاستعمار على مصطفي كمال أتاتورك تمثل مثالا واقعيا وتبين المخطط الاستعماري لحرب الإسلام ومحاولة فصل الأمة عنه. كما  يقول الأستاذ محمد محمود الصواف: “وهذه هي الشروط الأربعة المشئومة التي فرضتها دول الاستعمار على تركيا:-                             ا- إلغاء الخلافة الإسلامية نهائيا من تركيا. 2- أن تقطع تركيا كل صلة مع الإسلام.

3- أن تضمن تركيا تجميد وشل حركة جميع العناصر الإسلامية الباقية في تركيا.

4- أن يستبدلوا الدستور العثماني القائم على الإسلام بدستور مدني بحت.

فقبل مصطفي كمال هذه الشروط ونفذها بحذافيرها فتركته دول الاستعمار” ولعل قصة مسجد آيا صوفيا  الذي أفتتح مسجدا هذا العام في استانبول شاهد على ذلك حيث أصدر أتاتورك سنة 1934م قرارا إداريا إمعانا في علمنة الدولة  بتحويله من مسجد جامع كان قائما طيلة خمسة قرون  إلى متحف سياحي , فألغت هذا العام المحكمة الإدارية العليا في تركيا هذا القرار. وسلك آخرون في دول أخرى مسلكا خبيثا حيث التدليس والخداع للشعوب وقد ذكر شيخ الأزهر (غير المصري الأصل أيضا ) محمد الخضر الحسين  رحمه الله عن أسلوب دعاة هذا المبدأ فقال: “فاخترع هؤلاء طريقا حسبوه أقرب إلى نجاحهم وهو: أن يدَّعوا أن الإسلام: توحيد وعبادات ويجحدوا أن يكون في حقائقه ما له مدخل في القضاء والسياسة وجمعوا على هذا ما استطاعوا من الشبه لعلهم يجدون في الناس جهالة أو غباوة فيتم لهم ما بيتوا”.ويقول الشيخ مصطفي صبري عن هذه المحاولة والتي تعني فصل الدين عن الحكم والسياسة: “لكن حقيقة الأمر أن هذا الفصل مؤامرة بالدين للقضاء عليه وقد كان في كل بدعة أحدثها العصريون المتفرنجون في البلاد الإسلامية كيد للدين ومحاولة الخروج عليه لكن كيدهم في فصله عن السياسة أدهى وأشد من كل كيد في غيره وهو ثورة حكومية على دين الشعب” ولا يظن بهذا الذي ذكر تهويلا أو مبالغة ففي وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس ، هي عبارة عن رسالة كان قد أرسلها لويس التاسع ملك فرنسا عندما أُسر في دار ابن لقمان بالمنصورة في مصر خلال فترة الحروب الصليبية خلاصتها فى عبارة وهى ” إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب ، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة – استفاد الغزاة الجدد للعالم الاسلامى منها وحولوها إلى خطوات عملية تهدف الى: أ- إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين ، وإذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملا في إضعاف المسلمين . ب- عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.                                                                 ج- إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة د- الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه يضحي في سبيل مبادئه.                                            هـ – العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة

 وقد اهتم مفكرو الغرب (المستخرب لبلادنا) بهذه الإستراتيجية ودعوا إليها، ففي كتاب : (الإسلام قوة الغد) للرحالة الألماني (بول أشميد) حيث يقول (أشميد) في هذا الكتاب : (إن مقومات القوة في الشرق الإسلامي تنحصر في عوامل ثلاثة :

  • في قوة الإسلام كدين وفي الاعتقاد به، وفي مُثُله، وفي مؤاخاته بين مختلفي الجنس واللون والثقافة.
  •  في وفرة مصادر الثروة الطبيعية في رقعة الشرق الإسلامي، وتمثيل هذه المصادر العديدة لوجهة اقتصادية سليمة قوية، ولاكتفاء ذاتي، لا يدع المسلمين في حاجة مطلقاً إلى أوروبا أو إلى غيرها إذا ما تقاربوا وتعاونوا

ج- خصوبة النسل البشري لدى المسلمين، مما جعل قوتهم العددية قوة متزايدة، ثم يقول (أشميد) : ( فإذا اجتمعت هذه القوى الثلاث ، فتآخى المسلمون على وحدة العقيدة ، وتوحيد الله ، وغطت ثروتهم الطبيعية حاجة تزيد عددهم ، كان الخطر الإسلامي خطراً منذراً بفناء أوروبا وبسيادة عالمية في منطقة هي مركز العالم كله) ، ثم يقترح (أشميد) أن يتضامن الغرب شعوباً وحكومات ويعيدوا الحروب الصليبية في صورة أخرى ملائمة للعصر !! .

والسؤال الملقى على وجدان الغيور على دينه وأمته بعد هذا العرض هل هناك أمل في العودة بالأمة إلى وحدة جامعة؟ بالطبع نعم فلا يعرف المسلم انقطاع الأمل مع الأجل والعمل. فالأمة الإسلامية تملك أسسا مشتركة تستطيَع بها أن تجمع شتاتها وتوحد كلمتها.. فهي أمة واحدة.. ذات دين واحد.. وكتاب واحد.. ورسول واحد.. وهذه هي الأصول والأسس التي تشترك فيها الأمة الإسلامية. فإذا ما أدركت جيدا والتزمت بمقتضياتها فإن ذلك يجعل منها أمة واحدة تلتقي على: وحدة الغاية ووحدة العقيدة. ومن ثم وحدة القيادة ووحدة التشريع, حينئذ تصبح الشعوب الإسلامية “أمة واحدة” تذوب فيها جميع الأجناس والتجمعات شعارها: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} فتحقق للأمة الإسلامية عزتها وقوتها المنشودة.ومن عقيدتنا ننطلق الى قوتنا بتوفيق الله ولعل المرحلة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف العظيم  وأعنى به  وحدة الأمة  تكون في تحقيق وحدة قطرية حيث تكوين دولة وطنية إسلامية الهوية  والانتماء معاصرة حديثة المكونات للشعب فيه الكلمة العليا عبر اختياره الحر لسلطته التشريعية والتنفيذية  في وجود السلطة القضائية الأمينة المستقلة فى إطار منظومة للعدالة تحقق الأمن والانتماء ويتعاون الجميع فى نهضة شاملة تعتمد على التنمية والاكتفاء الذاتي بداية من الغذاء والدواء والسلاح.

 وقد قيل حقا (ماحك جلدك مثل ظفرك) وهذا هو الطريق الوحيد نحو دولة قوية منشودة من كل وطني صادق فهل القيام بذلك مستحيل يا أولى الألباب ؟  اللهم لا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليما.

Scroll to Top